يقول الله تعالى :( يَا أَيّهَا الْإِنْسَان مَا غَرَّك بِرَبِّك الْكَرِيم )
يا لها من آية عظيمة ويا له من نداء تهتز له
القلوب وتقشعر منه الأبدان.
يوم ينادى عليك أيها الإنسان الفقير الضعيف ما غرك بربك الكريم ؟
ما الذي خدعك حتى عصيت الواحد القهار ؟
ما الذي خدعك فاقترفت الآثام بالليل والنهار؟
ما الذي خدعك ففرط في حدود الله ؟
ما الذي خدعك فتهاونت في الصلاة ؟
ما الذي خدعك فأطلقت بصرك في الحرام ؟
ما الذي خدعك فلم تخش الله كما كنت تخشى الأنام ؟
أهي الدنيا؟ أما كنت تعلم أنها دار فناء؟ وقد فنيت!
أهي الشهوات؟ أما تعلم أنها إلى زوال؟ وقد زالت!
أم هو الشيطان ؟ أما علمت أنه لك عدو مبين ؟
إذن ما الذي خدعك ؟ أجب ...أجب ... لا عذر اليوم.
لا إله إلا الله ...
إخوتي في الله تأملوا معي الموقف في هذه الآيات
( إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ * وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ * وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ *
وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ *عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ *
يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ )
مشهد عظيم سنقف فيه ونسأل عن كل نعمة من نعم الله علينا فيما فعلنا بها
خلقنا فسوانا فعدل صورنا وأحسنها فماذا فعلنا جزاء ذلك
هل أديت حق هذه النعم عليك أم أنك فرطت فيها وعصيت الله بنعمه
ماغرك بربك العظيم
مالذي جعلك تستخف بمراقبته وبخلقه وبعظمته ونعمه عليك
موقف عظيم نسأل الله أن يهونه علينا وعليكم يارب العالمين
لنتفكر جميعنا في أنفسنا ولنراقبها
لنبدأ صفحة جديدة مع الله ولنحاسب أنفسنا أولاً بأول
اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك ولا أكثر يارب العالمين