تلك الصفحة الزرقاء المتلألئة و التي تبسم للشمس بصدر رحب
و تعكس ضوئها على الارض
و تتقبل حرارتها المبخرة لأجزائها بكل رضا ..
تلك الصخور التي تقبع دون حراك بجانب البحر
بوجوهها ذات الملامح المجعدة , و ذات الثقوب حينا آخر
و هذه الرمال التي تتلألأ كالذهب المسحوق و المنثور
هذه اللوحة المبدعة , التي خلقها الله عز وجل ..
خلفها تجد تلك الفتاة ضيقة العينين و التي تأتي كل صباح مشرق لتنتظر من رحل على متن السفينة
و وعدها بالعودة ..
تركها و قد كانت جدائلها ذهبية كلون الشمس في أوجه
و ما زالت تنتظره و ضفيرة شعرها بلون رماد النار ..
ما زال ذلك الطموح بعودته متقدا بين جوانحها ..
تحدث البحر ..
غدا سيعود ..
و سأصبغ هذه الجدائل بالحناء ..
و سأستقبله بأطواق الزهور
و أتمنى أن التف حول عنقه كما ستلتف الزهور
سأخبره كم موجة مرت و زمجرت في انتظاري
و كم شمسا أشرقت تنتظر معي و غفت بين أحضان المحيط و إنا لم أغفو فما زلت انتظرك يا محيطي العذب
سأخبره ,, و سأقول له إني غاضبة منـــــــــــه و يستيقظ غضبي معي كل صباح
و حين يمسي المساء و تأتي النسمات الباردة اذكر أحضانه فيزول كل الغضب
سأخبره كم سقطت ثمرة جوز هند من النخيل حولي و حسبتها خطواته نحوي
و كم مرة التفت بكل الشوق لأرى جوز الهند يتدحرج و معه ألمي يتدحرج
سأخبره ..
يا بحر كم كنت قاسيآ معي , فما رحمت حنيني
تهدر بعنفوان فتزيد اشجاني اشجان ..
و سأخبره كم كنت اوفى يا بحر ..
فأنت الشئ الوحيد الذي لم يتغير منذ ذهابه ..
حملت سلتها و مضت لتصحو غدآ على حديث آخر مع البحر