يعيش في المدينة المنورة مواطن مصري يدعى عباس رأفت حلمي لم يشرب الماء
طوال عمره؛ فمنذ ولادته كان يدخل في حالة تشنج واستفراغ شديد كلما سقته
والدته شيئاً من الماء. وعبثاً حاول الأطباء تشخيص حالته ولكن أحد
المختصين اقترح إعطاءه جرعات من المياه الغازية والعصيرات الطبيعية لتعويض
نقص السوائل في جسده.. وبالفعل نجحت هذه الطريقة في بقائه على قيد الحياة
ومن يومها وهو يعيش على هذه السوائل ويصل لمرحلة الاحتضار إن شرب الماء!
.. الغريب أكثر أن حساسيته المميتة تجاه الماء انتقلت إلى أبنائه ولا يوجد
في أسرته حالياً من يشرب الماء غير زوجته "أم مصطفى.. (حسب صحيفة المدينة
في 20شوال الماضي)!!
وقد لا يوازي هذه الحالة في الغرابة غير الإصابة بمرض السهاف أو الصنور
(هل سمعتم بأي منهما!؟).. فالسهاف مرض نادر يسبب العطش الدائم ويجبر المرء
على شرب الماء بشكل مستمر (وكأنه قربة مقطوعة)؛ ويعتبر الشاب "فاني مير"
من جوهانسبيرج أوضح مثال على هذا المرض الغريب. فخلال النهار فقط يشرب
عشرين جالوناً من الماء لإطفاء عطشه الدائم (وهو ما دعاه لسحب صهريج صغير
خلفه أينما حل). أما السويدية "هلغا اندرسون" فشربت ما مجموعه (87600)
غالون من الماء بين عامي 1922- 1971م (أي بمعدل خمسة جالونات في اليوم)
وهو ما جعلها حبيسة المنزل بسبب حاجتها الدائمة للحمام. وإلى الآن لا يعرف
السبب الحقيقي لهذا المرض وان كانت أقوى الاحتمالات تقول إنه ناتج عن ضمور
مركز الاحساس بالعطش في الدماغ!
وفي المقابل هناك مرض "الصنور" أو الشره الكبير لتناول الطعام. وهذا المرض
ليس ناجماً عن الشره للطعام بقدر ما هو عجز الجهاز الهضمي عن تمثيل الغذاء
بشكل كامل؛ فالمصاب بهذا المرض يضطر لأكل "الكثير الكثير" كي يستخلص
"القليل القليل" الأمر الذي يجعل معظم المصابين بالصنور في حالة نحف دائم.
وأول حالة مسجلة لهذا المرض كانت للطفل ماتيو داكنج الذي عاش في انجلترا
عام 1743م وفاقت كمية طعامه اليومي (24) كلغم ولم يتجاوز بعد التاسعة من
عمره. أما أشهر حالة معاصرة فهو الأمريكي "ادوارد ابراهام" الذي عرف
بمشاركته الدائمة في مسابقات الأكل المفرط - وقد دخل كتاب جينيس للأرقام
القياسية أول مرة عام 1993م حين ابتلع 27دجاجة في جلسة واحدة-!
وفي الحقيقة يحفل الكتاب الأخير بحالات طبية قياسية وغريبة؛ فعلى سبيل
المثال (لا الحصر) في السادس من أغسطس 1941م أدخلت السيدة إلين اسبوزيتو
إلى أحد مستشفيات فلوريدا لإجراء عملية استئصال للزائدة الدودية ولم
يتجاوز عمرها الست سنوات. ورغم نجاح العملية إلاّ أنها لم تفق أبداً من
البنج حتى ماتت عام 1978م (وقد بلغ سنها الـ 43سنة) وصنفت كأطول غيبوبة في
تاريخ الطب!
أما الطفلة البريطانية دونا غريفنز فتحتفظ بالرقم القياسي لأطول "نوبة
عطس"، ففي 13يناير 1981م بدأت تعطس بشدة (وكان عمرها 12عاماً) ولم تتوقف
إلاّ بعد ثلاث سنوات (وتحديداً في 16سبتمبر 1983م). وأكبر معدل لسرعة
العطس حدث معها في السنة الأولى حين سجل لها أكثر من مليون عطسة.
أما أطول حالة مسجلة "للفهيقة" أو "الحزقة" فكانت للمواطن الأمريكي تشارلز
اوسبورن حيث بدأت معه عام 1922م وعجز الأطباء عن ايقافها طوال الـ 86عاماً
التالية.. وفي أحد أيام فبراير 1990م استيقظ من النوم ليكتشف أنها توقفت
فجأة وبلا سبب واضح!!
.. ولله في خلقه شؤون!!