نقرأ بشكل يومي مايكتبه الأعضاء الأفاضل , فالبعض ينصح والأخر يعطي تجارب والبعض يشتكي..... وهنا الموضوع..
نرى الكثير يشتكون ذكورا إناثا لكن هناك نقاط في الشكوى لاننتبه لها غالبا..
منها:
التبلي في الشكوى:
فنجد الزوجه تحصل لها مشكله مع زوجها ولاتجد من يسمعها فتسرع بالكتابه ودموعها في وجهها...
وترى الردود تنهال بالمواساه والنصح لكن هناك نقاط غفلها كاتب الشكوى , ذكرا او انثى , ونقاط غفلها المستمع.
فالمشتكي , مثلا زوجه ,
تجدها تسرد الموضوع وتشرح كيف ظلم وإنها لم تقصد وأنها بريئه وعملت كل ماتستطيع , والزوج ظالم متسرع ....
وهنا تفرغ الزوجه كل شحنتها وغضبها وكثيرا ما تعبر بطريقه تجعل الجميع يتعاطف معها..
وهذه حادثه حصلت في عهد النبوه ,
دخلت امرأة صفوان ابن المعطل رضي الله عنه يوماً على رسول الله تشتكي زوجها صفوان وتقول : يا رسول الله !
إن زوجي صفوان يضربني إذا صليت ، ويفطرني إذا صمت ولا يصلي صلاة الفجر حتى تطلع الشمس !!
وكان صفوان رضي الله عنه عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله صلى الله عليه وسلم عمّأ قالت !!
فقال يا رسول الله : أمّا قولها يضربني إذا صليت ، فإنها تقرأ بسورتين وقد نهيتها !
فقال صلى الله عليه وسلم : " لو كانت سورة واحدة لكفت الناس " !
وأمّأ قولها : " يفطرني إذا صمت ؛ فإنها تنطلق فتصوم وأنا رجل شاب فلا أصبر !!
فقال صلى الله عليه وسلم يومئذ : " لا تصوم المرأة إلا بإذن زوجها " !
وأمّأ قولها : إني لا أصلي الفجر حتى تطلع الشمس ، فإنّأ أهل بيت قد عرف لنا ذاك لا نكاد نستيقظ حتى تطلع الشمس !!
فقال صلى الله عليه وسلم : " فإذا استيقظت فصلّ " !!
أخرجه أبو داود وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود 2 / 466
والشاهد الأول هنا كيف الخطأ في طريقة العرض وتهويل الموضوع..
وهنا يجب أن نتمهل قبل أن نشتكي...
ونكون منطقيين وواقعين في العر بدون مبالغه أو تبلي
اما جانب المستمع:
فترى القراء يسرعوا بالحكم والمساعده...
انظروا الى الشاهد الثاني من الحديث أعلاه..
انظروا كيف لم يتعجل الرسول صلى الله عليه وسلم بالحكم بل صبر وسأل الطرف الثاني...
فهلا صبرنا لنستوضح على الأقل كل التفاصيل قبل الحكم.
الخطأ الثاني:
نشر السر:
كما هو معلوم لديكم , لقد شبه الرسول صلى الله عليه وسلم من ينشر وتنشر أسرار الزوجيه بالشياطين...
ونحن نعقد أنه مادام انا مختبيء خلف الشاشه وبأسم مستعار فيجوز ان أنشر ما اريد...
أما علمنا أننا محاسبون على الصغيره قبل الكبيره , هل ذهب الحياء منا لنقص سرارنا بحجج واهيه كالشكوى او إفادة الناس...
الخطأ الثالث:
الغيبه:
الا يعلم كاتب الشكوى انه الأن يغتاب شريكه... و ألا يعلم من يجرم ويفسق بغرض النصح انه أيضا يغتاب...
اتدرون ما الغيبه???
في صحيح مسلم من حديث العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( أتدرون ما الغيبة ??
قالوا الله ورسوله أعلم .
قال : [ ذكرك أخاك بما يكره.
قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟
قال : ( إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهَتَّه ) .
هل قرأتم الغيبه ان يكون فيه مانقول فما بالك بالبهتان والتهجم على الأخرين...
فالزوج يغتاب زوجته والعكس ونحن نقرأ ونغتاب احيانا...
قد يقول قائل هذه شكوى...
فأقول:
الغيبه تجوز لو نقولها لشخص قادر على حل المشكله كالقاضي اوالحاكم او رب الأسره..
اما ان قول لمن هب ودب فقط لنريح مافي انفسنا فهذا غيبه وبهتان ونشر أسرار..
الحلول:
اولا : تجنب كتابة المشكله وانت غضبان.
ثانيا: ضع وجهة نظر الطرف الأخر كامله قبل أن تكتب الشكوى في المنتدى.
ثالثا: اكتب كأن شريكك هو من يشتكي.
رابعا: الأجمال في العرض:
فلا تقل زوجتي عملت لي وهكذابل ضعها بأسلوب مثل : ما رأيكم في زوجه عملت كذا
خامسا : قف مع نفسك... هل فيما كتلته يداك غيبه وهل المستمعون هم قادرون على الحل..
سادسا: اعرض المشكله بدون تهويل بل في حدود المنطق.
اعتقد لو عملنا هكذا لقلت المشاكل المكتوبه هنا بل ولوقفنا مع انفسنا وحلينا المشكله بدون تدخل الغير.
وجزاكم الله اخير وغفر لي ولكم وجمعنا في الفردوس
